ضمّ الاجتماع المؤقّت لبرنامج “ثلاثي: مشاريع تعاون عابرة للحدود” التعاونات العشر الأساسيّة، ليلتقوا معًا للمرّة الثانية ضمن برنامج ثقافة داير ما يدور. عُقِد هذا الاجتماع في تونس هذه المرّة، حيث يسّر فريق “ميت أوست” عقد ورشة عمل لمدّة أربعة أيّام، والّتي صمّمت للتفكير في التقدّم الّذي تمّ إحرازه حتّى الآن والتخطيط للمراحل القادمة. كما استضافت مؤسّسة “الشارع فنّ” المجموعة في حديقة تونسيّة جميلة تابعة لـ”دار إيكيام” في منطقة الحمّامات. وساهم الجوّ الهادئ للحديقة بإدخال المجموعة في عقليّة وإيقاع مختلفين، واللّذان بدورهما أسّسا لمساحة مشتركة لازمة تحتضن الأساليب البديلة للتعاون.

قدّم الميسرون والميسّرات خلال الاجتماع أساليب تحفّز بشكل فعّال الذكاء الجمعيّ لدى المجموعة، ممّا شجّع المشاركين والمشاركات على تبادل المعارف مع أقرانهم، وتقديم الملاحظات البنّاءة بطريقة تفاعليّة ومرحة. تمّ تخصيص اليوم الأوّل ليرحّب المشاركون والمشاركات ببعضهم بعضًا، ويتعرّفون على الأسماء والوجوه الجديدة من المنظّمات المختلفة المشاركة. أخذ الجميع وقتهم في التفكير بتوقّعاتهم، ووضع برامجهم الشخصيّة الّتي سوف يتشاركونها في الأيّام المقبلة.

بعد البدء بطقوس الترحيب والانتهاء منها، انقسمت المجموعة إلى دوائر أصغر ليتمكّنوا من مشاركة قصصهم وذكرياتهم بعد المواضع والأحداث الّتي جرت معهم منذ الاجتماع الافتتاحيّ الّذي عُقِد في تركيا. هذه المواضع تُعَدّ جزءًا لا يتجزّأ من برنامج ثلاثي، حيث توفّر للمشاركين والمشاركات فرصة زيارة شركاء تعاونهم في بلدانهم، وفي أثناء هذه الزيارات، يستطيع الشركاء التعرّف على بعضهم بشكل أفضل من خلال مرافقتهم في تجاربهم اليوميّة، كما يتعرّفون على المجتمعات المحلّيّة الّتي يعملون فيها وعلى شركائهم المختلفين، ويتجوّلون سويًّا في الشوارع والأماكن المختلفة.

مقياس ثلاثي

مع بدء كلّ المشاريع في أيلول ٢٠٢٢، حثّ هذا الاجتماع على توفير اللحظة المناسبة لكلّ الأفراد والجماعات ليستطيعوا دراسة وتقييم التقدّم الّذي تمّ إحرازه خلال الأشهر الثمانية الماضية في كلّ تعاون. تعمل طريقة المقياس أو “البارومتر” كأسلوب مباشر لمتابعة مكان عمل وتقدّم المجموعة. حيث يقوم المشاركون والمشاركات بالتفاعل بشكل فرديّ ضمن شركائهم في برنامج ثلاثي، بينما يطرحون أسئلة مثل: ما مدى رضانا وثقتنا بفكرتنا ومفهومنا؟ وبتعاوننا؟ وفي كامل مجموعة ثلاثي؟ وبالتّالي، استطاعت المجموعة أن تحصل على تصوّر وتمثيل واضح للوضع الراهن بالنسبة لكلّ تعاون.

الإرشاد والتقدّم في العمل

الجزء المهمّ الآخر من رحلة ثلاثي هو عمليّة الإرشاد، حيث يتمّ دعم كلّ تعاون من خلال تعيين مرشد أو مرشدة يجتمعون مع جميع الشركاء بشكل دوريّ لمناقشة الأسئلة الملحّة والمشاركة في الحوارات وعمليّات التفكير. تساهم هذه الحوارات في دعوة المشاركين والمشاركات لأخذ خطوة للوراء والتفكير في تعاونهم كمشروع قائم بحدّ ذاته. خلال الاجتماع المؤقّت، كان لكلّ تعاون ثلاثي جلسة واحدة على الأقلّ مع المرشدين لمناقشة نتائج التقييم وتحديد التحدّيات المحوريّة. تمّت صياغة هذه التحدّيات كأسئلة عرضت على المجموعة من أجل مناقشتها في الأيّام التالية.

مطبخ كارما – الاستفادة من العقل الجمعيّ

مطبخ كارما هو نهج طوّره “فريق تاندم” ويجمع بين منهجيّات كلّ من “World Cafe” و”Open Space” و”Case Clinic”. عرض ميسّرو الاجتماع هذا النهج على المجموعة، ودعوهم إلى المشاركة في طرح الأسئلة الملحّة المتعلّقة بمشاريعهم التعاونيّة، مع التأكيد على أهمّيّة الحصول على التعليقات البنّاءة من أقرانهم. وعلى مدار يومين، قامت معظم مجموعات ثلاثي بأخذ الفرصة لسماع أقوال أقرانهم حول التحدّيات الّتي واجهت المجموعة. أحد أهمّ المواضيع الأكثر تكرارًا كان مسألة الاستدامة والطرق المختلفة الّتي يستطيع من خلالها المشاركون مواصلة التعاون حتّى بعد نهاية البرنامج، كما تطرّق بعض المشاركين والمشاركات إلى استكشاف تحدّيات أخرى مثل التوثيق والأرشفة ومدى امتداد العمل وكيفيّة بناء قاعدة الجمهور، بالإضافة إلى طرق التعامل مع أيّ مشكلة في التواصل الداخليّ.

نهج المنظومة الإيكولوجيّة – خريطة لكافّة الممارسات

بناء على المدخلات المهمّة والأفكار الجديدة الّتي تمّ تلقّيها من كافّة الزملاء، تمّت دعوة المشاركين والمشاركات للانضمام إلى جلسة من تيسير أولا كوتسكا مع التركيز على تخيّل خرائط المنظومة الإيكولوجيّة وعمليّات التفكير. لاحقًا، قام كلّ فرد بتحديد الممارسات الأكثر ملائمة وفعاليّة له في العمل اليوميّ، ومن خلال عرض هذه الممارسات وتقديمها للآخرين ومناقشتها داخل مجموعات أصغر، اكتسبت المجموعة بأكملها نظرة عامّة قويّة على الأدوات والأساليب العمليّة المستخدمة في مختلف مجالات عملهم بما في ذلك: الأرشفة، والتنسيق، والعلاقات العامّة والاتّصالات، والكثير من المجالات الأخرى.

إلى أن نلتقي في المرّة المقبلة

في اليوم الأخير من الاجتماع، تحدّثت مجموعة ثلاثي حول التخطيط للاجتماع المقبل. قام الجميع بمشاركة توقّعاتهم، ووضع الجدول الأوّليّ للقاء النهائيّ، المقرّر عقده في تشرين الثاني/ نوفمبر من هذا العام. ومع أخذ كلّ الأفكار والاقتراحات بعين الاعتبار، قام فريق الاجتماع بتيسير جلسات الإرشاد، بينما واصلت المجموعة العمل ضمن المجموعات الأصغر. شارف الاجتماع المؤقّت على الانتهاء بعد عمليّة التقييم، وتبادل المشاركون عبارات الشكر والامتنان بمرافقة الكثير من التصفيق أيضًا. ولاحقًا، اجتمع أعضاء الفريق والمشاركون والمشاركات في حفل ختاميّ، مع التفكير في الوقت الممتع الّذي قضوه سويًّا في تونس، والامتنان بالروابط الجديدة الّتي تمّ تشكيلها. ستلتقي المجموعة مجدّدًا في تونس في تشرين الثاني/ نوفمبر، وإلى ذلك الحين، نتمنّى للجهود المثمرة أن تستمرّ!