الفن الرقمي والإتاحة والاحتياجات الخاصّة
سهى خفش
نجح برنامج ثقافة داير ما يدور في جمع ثلاثة لاعبين في القطاع الثقافي في فلسطين، حيث ساهم كل منهم بخبراته....
يلخّص نصّ “معًا مرّة ثانية، ولكن بشكل مختلف” التجربة الّتي خضناها خلال المشروع الّذي تمكنّا من تنفيذه بفضل منحة المبادرات الثقافيّة والمدنيّة الّتي يقودها الشباب، المقدّمة في إطار برنامج ثقافة داير ما يدور، بتمويل من الاتّحاد الأوروبّيّ وتنفيذه من قبل جمعيّة الشارع فنّ.
“حسي – مسي” هو مشروع كنت قد بدأت التفكير فيه منذ عام ٢٠١٩، عندما أدركت بعد عدّة سنوات من الخبرة وكمؤسّسة ومديرة لـ”مساحة محلّ الفنيّة”، وهي مساحة مستقلّة مخصّصة لتعزيز ممارسات الفنّ المعاصر في مدينة طنجة – المغرب، غياب الجمهور بشكل منتظم. حيث قمنا وقتها ببناء علاقة قويّة مع الفئة المستهدفة الرئيسيّة، وهم الفنّانون الناشئون، ومعظمهم من خرّيجي المعهد الوطنيّ للفنون الجميلة في تطوان. وبالتّالي، لتحقيق غايتنا الأساسيّة، كان لا بدّ لنا من الوصول إلى جمهور أوسع وأكبر والعمل بشكل مختلف مع إستراتيجيّات التواصل الشفويّ أو انتقال الكلمة بين الناس.
بعد تجريب العديد من الأساليب والأدوات المتنوّعة، كان واضحًا لنا أنّ تطبيق أنشطة أو برامج ناجحة من سياق آخر لا يضمن لنا التأثير نفسه في بيئة وسياق شبكة محلّ. وعند استنتاج هذا الأمر، وكعاملين مبدعين، كان الخيار الأفضل لنا قبول هذا التحدّي، وأن نثق بأنّ الخوض في هذه العمليّة واستخدامها كأداة لدراسة وضعنا وما الّذي يجب علينا أن نتكيّف معه ونتبنّاه، سيمكّننا من التغلّب على مثل هذا التحدّي.
من خلال قيامنا بذلك، تمكنّا من الحفاظ على المساحة بشكل فعّال، ممّا أتاح لنا المزيد من فرص التواصل وتعزيز الممارسات الّتي نقوم بها والتفكير بطرق عملنا، بالإضافة إلى التعاون مع مشاريع وكيانات كانت قد جاءت مع منظومتها الحيويّة الخاصّة والّتي أرادت مشاركتها معنا، وبشكل موازٍ، جمعنا كلّ الانطباعات والتعليقات الكميّة والنوعيّة الّتي تمّت مشاركتها، واستفدنا منها لإعادة تشكيل وصياغة طرقنا في العمل والرؤية.
طوال رحلة حسي – مسي، ومع استكشاف مفهوم الوساطة وتجربتها من خلال ثيمات ومنهجيّات وتقنيّات متنوّعة، شاركنا في تنظيم أربعة معارض، مع أربع منظّمات مختلفة، وكبرنامج أساسيّ للمشروع، قمنا بتقديم ١٣ نشاطًا (ما بين ورش العمل والعروض والزيارات والمشي والتجمّعات) وتواصلنا مع ما يقارب الـ ٥٠٠ مشارك.
